النخبة العزية في تهذيب الأصول الهندسية
ترجمة علي عزت
النخبة العزية في تهذيب الأصول الهندسية:مطبوع
نزل نسخة مطبوعة
الحمد الله الذي اخترع الأشياء في غاية الإحكام ۞ وبهر العقول بما فيها من بدائع الانتظام ۞ ألم تر إلى السماء كيف بناها ۞ رفع سمكها بلا عمد فسواها ۞ واغطش ليلها واخرج ضحاها ۞ والأرض بعد ذلك دحاها ۞ اخرج منها ماءها ومرعاها ۞ والجبال أرساها ۞ أن في ذلك لآيات لأولي الالباب ۞ وارشادات من ليل الخطأ إلى نهار الصوب ۞ والصلاة والسلام على منبع ينابيع الحكمة والكمال ۞ ومسقط نقطة فلم الرسالة والجلال ۞ مركز دائرة الوجود ۞ ومطلع شمس التقى والجود ۞ سيدنا محمد الذي بعث باشكال الفضائل رحمة للعالمين ۞ وعلى آله الذين تنزه جوهر عنصرهم عن عرض يشين ۞ (أما بعد) فيقول العائذ بربه من كل وصمه ۞ المعتمد عليه في جميع شؤنه محمد عصمه ۞ أنه لما صدر الأمر الواجب الامتثال ۞ من سدة صاحب السعادة والاقبال ۞ سيف الله في أرضه ۞ القائم له بسنته وفرضه ۞ رئيس رؤساء العساكر الجهادية ۞ وطراز العصابة المحمديه ۞ حضرة الجناب الأكرم ۞ والوزير الأفخم ۞ الحاج ابراهيم باشا صاحب الفتوحات ۞ والنصر الذي لم يزل منشور والرايات ۞ سلالة الجناب المعظم ۞ والخديوي الأعظم ۞ الذي ادنى مناقبه اخرس البلغاء عن مقال ۞ وان حسن في ذلك قول من قال
ماذا اقول وكيف القول في ملك
قد فاق كل ملوك الاعصر الأول
محمد أنت أن حمدك مبتهلا
وأن طلبت لك العلياء أنت على
كيف لا وقد تغنت بمدحة الورق على اغصان الإ بك ۞ وكان ذلك الأمر صادر إلى حضرة أمير اللواء أدهم بيك ۞ حبر العلوم الرياضية ۞ ومدير عموم المهمات الحربية ۞ ومركز دوائر افلاك الصناعات العلمية والعملية ۞ ومضمون ذلك الأمر أنه يترجم كتاب أصول الهندسة ۞ الجامع لملخص ما وضعه كل مهندس من القدماء وأسسه ۞ الذي ألفه فيلسوف زمانه ۞ وفريد نظرائه واقرانه ۞ المهندس لجاندر المشهور بأراضي فرانسا وأن تكون ترجمة من اللغة الفرنساوية ۞ إلى اللغة التركية ۞ وذلك لما أشتمل عليه من كثرة المعاني ۞ وقلة الالفاظ والمباني ۞ مع ما اختص به من حسن الترتيب ۞ وسهولة الأسلوب الغريب وأن ينتخب لتعليمه اثنى عشر تحريراً من أوردى الرجال ۞ يكون ثاقب فكرهم ۞ في غاية الجودة والكمال ۞ فبادر حضرة البيك المومي إليه بامتثال ذلك الأمر وسارع في انتخاب الجماعة موافقين لمدة الشهور في القدر ۞ وشرع في لترجمة والتعليم ۞ وتحقيق معاني ذلك الكتاب على طريق مستقيم ۞ وكنت ممن انتظم في سلك أولئك الجماعة ۞ وحصل كل منا على قدر ما له من البراعه ۞ ثم أمر حضرة المشار إليه أن يترجم من اللغة التركية ۞ إلى اللغة العربية ۞ ليعم نفعه بجميع الانام ۞ ويكون زيادة في قوة الإسلام ۞ وكنت بحمد الله اتقنت درايته غاية الإتقان ۞ بما أوضحة حضرة البيك المشار إليه من بديع البيان ۞ لأنني حالة التعليم جعلت آذاني صدفاً للآلى كلمه ۞ وقلبي وعاء لإلتقاط الدر من فمه ۞ فبادرت إلى ترجمته كما أمر ۞ مستعيناً بخالق القوي والقدر ۞ وهذا أوان الشروع في المرام ۞ ونسأل الله حسن الختام ۞
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق